السبت، 9 مارس 2013

كتاب "فنجان من التخطيط" .. وشهادتي المجروحة !


لازلت أشتم عبق ذكريات الماضي الجميل يوم أن كنا نحتسي فنجاناً من القهوة على ضفاف مناقشة أفكار كتابه الذي نشره فيما بعد تحت إسم "فنجان من التخطيط" ومنذ ذلك الحين وأنا أمتنع عن كتابة مقال بحقه خوفاً من كلمة "شهادتك مجروحة" ، ولكن ليس بعد الآن !!

ماذا قالوا .. ؟!
"شربت اليوم (فنجاناً من التخطيط) من يد الصديق المهندس عبدالله عيد العتيبي .. بس كان حلاه زايد! كتاب فذٌ في بابه" هذا ما قاله د. سلمان العودة ، إختاره د. محمد العوضي من ضمن (كتب في الصميم) في برنامجه الأسبوعي بيني وبينك على قناة الراي بإعتباره من الكتب الأكثر قيمةً وتأثيراً، أفرد المؤرخ والأديب الكبير أ. مهنا حمد المهنا مقالاً في جريدة القبس بعنوان (نظرات في كتاب فنجان من التخطيط)، قائلاً في الكتاب ومؤلفه: " أتى من قرأ وفهم، فجعل فهمه لما قرأ وسيلة إلى مخالطة تلك الأفكار نبضات قلبه وسريان دمه في العروق فأضفى على ما قرأ روحه المفردة المستقلة القادرة على القبول والرد والموافقة والرفض فما سلم بما ورد عليه من كلمات منمقة، ولم يتقبل تلك الجمل المزوقة، فكان جوهره العقلي المستقل هو الحارس الأمين لمعتقداته وهو الجندي المخلص لنبذ الشوائب والعوالق .. هذا أقل ما يوصف به عبدالله عيد العتيبي"، وفي مقالٍ آخر كتب عنه موجة الفلسفة والأديب أ. باسل الزير: " وقد أفرغ عليه أبوعيد شآبيب عبقريته وبراعة أسلوبه".
كتب يثني عليه كل من د. عمار الحسيني - الاستاذ الاكاديمي بجامعة الكويت و رئيس المكتب الثقافي بسفارة الكويت في استراليا والمهندس طلال القحطاني رئيس جمعية المهندسين سابقاً ود. ساجد العبدلي طبيب و محاضر وكاتب في التنمية البشرية و الشاعر الكبير زيد بن غيام و أ. علي السند - إعلامي وباحث دكتوراة في الشريعة الاسلامية والمؤلف في التنمية البشرية أ. عبدالله العثمان  ود. عبداللطيف الصريخ - مستشار ومحاضر في التنمية البشرية وغيرهم كثيرون لا يسعني ذكر أسماءهم ، ولكن وبعد كل هذه الأسماء مختلفة التوجهات والمشارب والتخصصات .. ماذا عساني أن أقول ؟

 قلت .. بعدما قالوا !
مجيباً على السؤال الأصعب والذي قد يبدوا سهلاً "من أنا؟" يبدأ الكاتب رحلة إكتشاف الذات وهي أول وأهم محطة في رحلة التخطيط الشخصي، يمر بك بعد ذلك الى المكان الأكثر فوضويه عند البشر ألا وهي منظومة القيّم والمبادئ، إن الواقع المؤلم لبعض الناس وتجاربهم الحياتية القاسية التي تصطدم بهذه المنظومة غالباً ما تحدث خللاً من شأنه أن يكون مصدر إزعاج مدمن لهم وهي مداعةٌ لأن يكون الأنسان أسير ردود الأفعال حتى تنتهي حياته بلا ثمرة، ولكن الكتاب هنا يتناول هذا الأمر على نحو مذهل وسلس من شأنه أن يجعل حياتنا أكثر إتزاناً وإنتاجيه. إن اللحظة التي تكتمل معرفتك بحقيقة نفسك ومنظومة قيّمك ومبادئك هي ذاتها اللحظة التي ستكون عندها أكثر قدرةً على إستيعاب مسارات حياتك، فتارة تعيش بقلب أب حنون حينما تداعب أطفالك، وتارة ذلك الإبن البار الذي يقبل قدميّ أمه وأبيه ، أوعندما تكون في حضرة زوجتك تصبح ذلك العاشق المغرم الذي لا تنفك عيناه وقلبه من مداعبة عيناها وقلبها، أو أن تكون ذلك الرجل العملي الجاد حينما يتعلق الموضوع بعملك، إن إستيعاب ضرورة أن تكون ناجحاً في كل هذه الأدوار في حياتك ستجعلك وبشكل تلقائي تتقدم خطوة مهمة في مشوار حياتك من خلال تحديد رؤيتك ورسالتك في الحياة، إن هذا الأمر أشبه بالبوصلة التي تحدد الإتجاه الصحيح نحو تحقيق طموحاتك.
بعد كل ما سبق من خطوات فنحن لا زلنا نعد العدة للإنطلاق نحو الوجهة، في حين أن بين نهاية وجهتك التي حددتها وبين وضعك الحالي مسافة طويلة تحتاج الى تخطيط ، وكلما كنت أكثر فعالية في التخطيط كانت رحلتك أكثر متعة وأمناً. لكن هب أنك خططت رحلتك هذه على نحو دقيق ومحكم وإنطلقت فإن الواقع حينها سيفرض قوته كعادته إذ ليس في وسعك حينها الا السعي والصبر والمواصله و إعادة التخطيط لأجل الإترقاء بخطتك والإلتفاف حول تلك المعوقات التي ستضل تخرج لك على الدوام من كل حدبٍ وصوب.
كانت هذه نبذه بسيطة عن قصة التخطيط الشخصي يرويها بشكل فذ أخي الوالد م. عبدالله عيد العتيبي وهي نتاج إطلاعة الواسع على أمهات الكتب في التخطيط وتنمية الذات والذي جعلها تحت محك الممارسة من خلال خبرته الطويله كرئيس لفريق التخطيط بشركة نفط الكويت. خرج هذا الكتاب حاملاً معه تجارب فريدة مُطعم بقصص الناجحين وحكمة الخالدين.

 سر عنوان الكتاب !
إن كان فنجاناً من القهوة كفيلاً بصحصحت مزاج شاربها، فإن فنجاناً من التخطيط سيصحصح حياة قارئها ويجعلها أكثر فاعلية، تلك الفكرة من تلك ، فهنيئاً لمن إحتساً فنجاناً من التخطيط ... أو كما قال الشيخ د. سلمان العودة !

 

أخوكم/ طلال عيد العتيبي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق