الجمعة، 14 ديسمبر 2012

قصة محاكاة الطبيعة ... تنتهي بـ"إختراع" !!


         لم يكن ذا علم أو شهادة ، لم يكن طالباً متفوقاً في جامعة هارفارد ، لم يكن عالماً فيزيائياً ، لم يكن مخلوقاً خارقا للعادة أتى من كوكب آخر ، كان إنساناً شديد الملاحظة فقط يتأمل حركة البطة وهي تطفو وتتحرك فوق سطح الماء ، حتى تبادر الى ذهنه صنع مجسم مشابه للبطة يمكِنه من الطفو فوق الماء ، كانت هذه البداية فقط التي قادت الى بناء الأسطول البحري!

أسئلة جوهرية:
        بينما نحن نفكر في أصل الإختراعات، لماذا لا نتسائل ؟!! .. أليست الطائرة التي نحلق بها مشابهه للطيور؟ أليس تمثال "أبو الهول" عبارة عن جسم أسد برأس إنسان؟ ألم يصور لنا الروائيين الخلاقين أن شخصية "الشرير" الذي يلاحق الفتاة الجميلة عبارة عن إنسان برأس ثور، أليست طائرة "الهيلوكوبتر" مشابهه تماماً لحشرة اليعسوب ؟ أم هذا الذي صور لنا أن شخصية "الشيطان" عبارة عن صورة إنسان بقرون له ذيل على شكل سهم ، أوليس هذا مجرد تجميع من قرون حيوان وهيئة إنسان وذيل الزواحف؟ كيف دفن قابيل أخيه هابيل بعدما قتله وإحتار أين يخفيه ، ألم يحاكي عمل ذلك الغراب الذي دفن غراباً آخر؟  ماذا فعل الذي إخترع شخصية "حورية البحر" غير أنه دمج نصف فتاة بنصف سمكة ؟ ... ألا تقودنا كل هذه الأسئلة الى إستنتاج واحد فقط !!!

الإختراع إبن الطبيعة:
        إن محاكاة الطبيعة تعني أن يحاكي ويستوحي الإنسان في إبداعاته شكل أو خصائص أو سلوك أحد مخلوقات الله عزوجل، وإن المتبصر بطبيعة الإختراعات التي توصل لها الإنسان يعرف أنها لا تعدوا إلا أن تكون مجرد محاكاة لخلق الله عزوجل، فالإنسان إبن بيئته وإختراعاته نتاج هذه البيئه ليس أكثر ، وإن الإنسان مهما جمح به عقله وإنطلق به خياله الواسع ، فإنه لا يستطيع بأي حالٍ من الأحوال أن يأتي بشيء ليس للطبيعة فيه أصل، ولن يقدر على الإختراع ما لم تكن لديه تصورات ذهنية خلقها البيئة التي يعيش فيها.

كيف تخترع؟
        حتى تكون مخترعاً لست مطالباً بأن تدرس في إحدى الجامعات العريقه أو أن تحصل على شهادة الدكتوراه أو أن تكون إنساناً خارقاً للعادة قادرٌ على أن تخلق من العدم شيئاً ، كل ما هو مطلوب منك هو أن تكون أكثر تركيزاً وأنت تشاهد الطبيعة من حولك حيث يكمن في محاكاتها مليون إختراع وإختراع !!!

كن خلاقاً ..
        إن المخترعين الأعلام ، والروائيين المبدعين ، والرسامين والنحاتين الأفذاذ ، لم يأتوا بشيء إلا ولبيئتهم فيه أصل، فليس صعباً أبداً أن تنظم أخي القارئ الى هذه الكوكبه مِن مَن خلدهم التاريخ ، وإن أردت أن تكون خلاقاً مثلهم ، فليس هذا أكثر من أن تكون شديد الملاحظة لما حولك من آيات الله عزوجل ، ولتجعل منها نواة عملٍ قد يقدر الله عزوجل لها أن تغير مجرى العالم ، إن كيفية الإختراع يحتاج الى أن أفرد له مقالاً آخر حتى يتسنى لي أن أشرحه بشكل أدق مستنبطاً خطواته من واقع تجربة عشتها سنة 2005 وذلك بعد حصولي على براءة إختراع مسجلة !!

 
أخوكم/ طلال عيد العتيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق